الأربعاء، 19 يناير 2011

الدرس التونسي الخالد: بناء الأداة الثورية...

حسن أحراث

نحن شعب يفرح لأي صغيرة وكبيرة إذا كانت تتجاوب ومكنوناته، سواء التي يستطيع أن يعبر عنها أو التي يحتفظ بها لنفسه تحت ضغط القمع والقهر.
لقد فرحنا لضربات صدام وبن لادن ونصر الله، وفرحنا لضربات 11 شتنبر...، وفرحنا أخيرا لضربة الشعب التونسي التي سرعت رحيل الطاغية بن علي. وبالمناسبة ألف تحية للشعب التونسي البطل ولتضحياته البطولية.
إن ما حصل بتونس، بقدر ما أفرحنا بقدر ما آلمنا في نفس الوقت. وبدل أن نتبادل التهاني عبر الإنترنيت وفي المقاهي والبارات، يفرض الأمر التفكير مليا في أحوالنا الذاتية التعيسة التي تسير من السيئ الى الأسوأ.
إن ما حصل بتونس قد تمتد شرارته الى خارج تونس. لكن السؤال، هو: وماذا بعد؟ وهو نفس السؤال التاريخي الخالد: ما العمل؟
من كان يتوقع رحيل "زين" تونس بهذه السرعة؟
ربما لا أحد..
نحن؟ طبعا، لا. لأننا لا نواكب بما فيه الكفاية ما يجري بين ظهرانينا.
فقط، من كان يتابع ما يجري بتونس والعالم، كان يتوقع شيئا. شيء بدون ملامح وبدون آفاق !
كان بتونس نظام بوليسي؛
كان بتونس الاستغلال والاضطهاد والقهر..
كان بتونس بن علي وعائلات بنعلي والطرابلسي...
كان بتونس عد الأنفاس..
كان بتونس المطاردات والملاحقات والاعتقالات..
كانت تعليمات وضغوطات النظام التونسي، وبن علي، تصل الى فرنسا اللئيمة والى المغرب (طرد كمال الجندوبي)..
صارت تونس هي ليلى (بن علي) وصارت ليلى هو تونس..
صارت تونس تغلي..
أ هو صراع طبقي؟ أ هو شيء آخر؟
المهم، تونس كانت تغلي، وأمريكا لا تريد لتونس أن تغلي..
أمريكا(وحتى القدافي) تريد لتونس بن علي أو أشباه بن علي..
وماذا بعد؟ ما العمل؟
هل مشكل تونس هو بن علي؟ هل مشكل تونس هو ليلى؟
مشكل تونس هو نظام بنعلي، هو الامبريالية..
رحل بن علي، واستمر نظام بن علي وزبانية بن علي، نظام أمريكا..
وانتفاضة الشعب التونسي؟
وتضحيات الشعب التونسي؟
وبطولة الشعب التونسي؟
بح !!!
لا يكفي أن ينتفض الشعب إذن، يجب أن ينتفض الشعب تحت قيادة أداة ثورية حقيقية..
إن إحدى مهام المرحلة: بناء الأداة الثورية..
إنه الدرس التاريخي، أيها الرفاق..
أ ليس كذلك؟
أم أننا رزقنا "التنسيقية المغربية لمساندة الديمقراطيين التونسيين" التي تتضامن باسمنا، نحن الأحزاب الثورية والمنظمات المناضلة !!
إننا خذلنا تونس، وجماهير تونس !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق