الثلاثاء، 16 فبراير 2010

سُكان " الشموشة " يقومون بمسيرة على الأقدام إلى عمالة سيدي قاسم


سُكان
خالد البرحلي

أقدم حوالي أربعين مواطنا من سكان دوار "الشموشة" بسيدي قاسم، على القيام صباح أمس الثلاثاء بمسيرة على الأقدام في اتجاه عمالة الإقليم، بعدما تفاقمت الحالة المزرية التي يعيشونها منذ فيضانات السنة الماضية التي أتت على الأخضر واليابس لأغلب سكان الدوار البالغ عددهم حوالي 600 فردا يقطنون في 82 منزلا غالبيتها مبنية بالطين والطوب.
وحسب ما عاينته "هسبريس"، فإن المسيرة توقفت على مدخل مدينة سيدي قاسم، بعد أن تدخلت مختلف المصالح الأمنية ومنعت المشاركين في هذه المسيرة من إتمام السير في اتجاه العمالة لملاقاة عامل الإقليم، ومناقشة الوضعية المزرية التي يعيشها سكان الدوار كل سنة عند هطول الأمطار وما تخلفه لهم من خسائر مادية كبيرة خصوصا وأنهم يقطنون بمحاذاة نهر سبو.
وعلمت "هسبريس"، أن عامل إقليم سيد قاسم، قبل ملاقاة أربعة من المشاركين في المسيرة كممثلين عن سكان الدوار ليسمع منهم أهم المطالب التي يريدون طرحها، والتي اختصرها احد المشاركين في حديثه لنا بـ" إعفاء سكان الدوار من بناء 100 متر التي فرضتها السلطات عليهم مقابل تخصيص إعانة لهم قدرها مليون ونصف سنتيم لإعادة بناء مساكنهم، خصوصا وأنهم لا يستطيعون بهذا المبلغ الهزيل بناء بيت مساحته 100 متر، كما أن مطلب الساكنة تتمثل في توفير قرض على المدى البعيد من اجل إعادة بناء ما تهدم بفعل الفيضانات، وكذا من اجل تـأهيل الأراضي المتضررة والماشية التي خسرها سكان الدوار بفعل الفيضانات، وإدماجهم في خطط التنمية البشرية". وحسب ما علمنا به من أحد الحاضرين  في الاجتماع مع العامل، أن هذا الأخير قال لهم "مكاينة فلوس دابا"، قبل أن ينهي لقاءهم به.
ويعيش سكان دوار "الشموشة" في فقر مدقع، حيث أن غالبية السكان تعمل الآن في جمع "الببوش" وبيعه بمبلغ لا يزيد عن 20 درهم في اليوم، في حين أن البقية تعمل في القطاع الفلاحي بأجر يومي لا يزيد عن 30 درهم.
وكان سكان هذا الدوار قد صنعوا الحدث السنة الماضية حينما قاموا بمسيرة كبيرة في اتجاه العمالة والاعتصام بداخلها بفعل تأخر المساعدات عنهم لمدة زادت عن ثلاث أيام بقوا فيها في العراء وعاشوا تجربة قاسية مع الجوع والبرد، وهو ما دفعهم للاعتصام داخل عمالة الإقليم في خطوة كادت أن تتطور بشكل كبير لولا الحلول التي تم اقتراحها حينها لتعويض سكان هذا الدوار، والتي بدت بعد مرور أكثر من سنة انها كانت حلول ترقيعية لا أكثر.