الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

ساكنة الفقيه بن صالح تحتج على غلاء الأسعار

الفقيه بن صالح : المصطفى أبوالخير

ساكنة الفقيه بن صالح تحتج على غلاء الأسعار والسلطات تطوق مكان الوقفة الاحتجاجية خوفا من تكرار أحداث صفرو

خرج العشرات من ساكنة الفقيه بن صالح يوم الأربعاء الماضي على الساعة التاسعة ليلا إلى ساحة لآلة أمينة للاحتجاج على غلاء الأسعار، و رفع المحتجون خلال الوقفة التي دعت إليها التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار ، عدة شعارات منددة بالارتفاع الصاروخي لأسعار مجموعة من المواد الغذائية الأساسية، من قبيل " هذا عيب هذا عار الغلاء في الأسعار" و "يا مسؤول راك عميت الغلاء في الدقيق والزيت" و "لا حكومة لا تغيير غير الفقر والتجويع"...

وفي كلمتها شكرت التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار، المحتجين على التظاهر ودعت إلى " مزيد من تكثيف الجهود للتصدي لكل ما يمس القدرة الشرائية للمواطن التي تريد الحكومة تحطيمها،" داعية هذه الأخيرة إلى "الوقف الفوري لهذه الزيادات وعدم المساهمة في تجويع وتفقير وتشريد المواطنين،" وأشارت كلمة التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار أن "هذه الزيادات تستفيد منها اللوبيات الاقتصادية التي تهيمن على مجال الحياة بالبلاد مثيل شركة (أونا)،" كما حملت السلطات المحلية المسؤولية في تغاضيها على ارتفاع مجموعة من المواد الأساسية ذات الاستهلاك المفرط بالمقارنة مع المدن المجاورة داعية إياها إلى التدخل العاجل من أجل وقف هذه الزيادات، وقد أعلنت التنسيقية عن تضامنها المطلق مع معتقلي الأحداث الأخيرة التي وقعت بمدينة صفرو كما نددت بالاعتقالات التعسفية التي لم يسلم منها حتى الأطفال مطالبة بإطلاق سراحهم فورا.

وفي علاقة بالموضوع عرفت الساحة التي شهدت الوقفة الاحتجاجية تعزيزات أمنية مكثفة، حيث تم إغلاق مختلف الممرات المؤدية إلى مكان الوقفة ، وأفادت مصادر تنظيمية ل"هسبريس " أن "خوف السلطات الأمنية من قلاقل وانفلات أمني ينبغي أن يكون بالموازاة مع الحد من انفجار الأسعار واستمرار تهديد المواطن البسيط في قوته اليومي ".

هنا مصدر الخبر

الاثنين، 24 سبتمبر 2007

لهيب الأسعار يحرق شوارع صفرو

عبد الحق مصطفاوي/صفرو

-إحراق جرافة ومحاولة اقتحام السجن

-إصابة 146 شخصا

-حظر تجول في المدينة امتد لساعات طوال

تحولت مدينة صفرو الهادئة يوم الأحد الماضي إلى ساحة للمعركة اشتعلت فيها النيران في الشوارع واستعملت فيها الحجارة والهراوات والقنابل المسيلة للدموع ، وأصيب 146 شخصا بينهم رجال 126 من رجال الأمن ، كما تم إحراق سيارة مقدم الحي من نوع "فيات 127" وآلة "طراكس " كانت قوات الأمن تسعى لاستخدامها في إزالة الحواجز الحجرية التي أقامها المتظاهرون.واعتقلت قوات الأمن 30 شخصا من بينهم عضوان من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هما عز الدين منجلي وبدر عرفة .

وبدأت شرارة الأحداث في الساعات الأولى لصباح يوم الأحد الماضي ، حين انطلقت مسيرة احتجاجية منظمة من طرف الجمعية المغربية لحقوق الانسان احتجاجا على الغلاء والزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية ، وقام رجال القوات المساعدة بتفريق المتظاهرين بالعصي والهراوات مما أثار حفيظة المحتجين.

وتطورت الأحداث عند حدود الساعة الحادية عشر حين تمكن مجموعة من المتظاهرين الأطفال بين سن 14 و 19 سنة من التجمع مرة أخرى هذه المرة داخل الأحياء المهمشة و الفقيرة ، وقيامهم بعمليات تخريب للمحلات التجارية وإلحاق أضرار مادية بالسيارات .

كما قام المحتجون بالهجوم على مقر العمالة ومراكز الشرطة والمقاطعات الحضرية وتم إحراق مجموعة من آليات الشرطة و أعوان السلطة ، وتمكن المحتجون من زرع قنينة غاز تحت جرافة تابعة للمجلس البلدي كانت تهم بكسح الأحجار و إطارات الشاحنات المحروقة وسط الطرقات مما أدى إلى إحراق الجرافة بالكامل . وفي خطوة مثيرة حاول مجموعة من الأطفال اقتحام السجن المدني الوحيد بالمدينة .

ووصلت صباح أمس حوالي 10 شاحنات من الدرك الملكي وعشرات الشاحنات التابعة للقوات المسلحة والقوات المساعدة متخدة مواقعها في ساحات ومرافق صفرو الادارية وقرب الأحياء التي شهدت انفلاتات أمنية.

وفرضت على المدينة حالة حظر تجول منذ مساء الأحد الماضي إلى حدود أمس الاثنين كما اغلقت جميع المحلات التجارية والمقاهي.

هنا مصدر الخبر

الأحد، 9 سبتمبر 2007

الجنرال زروال


رشيد بوصيري

ينتظر أطر المكتب الوطني للكهرباء هذه الأيام تعيينات جديدة في إطار الهيكلة الإستراتجية التي أعلن عنها المدير العام، المنتظرون ينتمون لفئة المهندسين وبعض الأطر العليا، قد يكون منها بعض حملة الشواهد العليا إن اقتنعت الموارد البشرية بأهمية وأحقية ومصداقية هذه الفئة التي "جرجرت" النقابة ملفها لمدة طويلة وكأنه ملف الحكم الذاتي، والحالة أنه ملف لا يحتاج لكل هذا التماطل من طرف شركاء اجتماعيين زعماً.
هذه بعض منتظرات الفئة المحظوظة داخل المكتب، أما الفئة الغالبة من المُنهَكين والمُحَقَّرين التي نَسيت منذ عقود طعم شيء يسميه القانون "الحق في الترقية" فمنتظراتها أن تجود عليها أخلاقيات المدير العام بعدما قطعت كل الآمال في نقابتها غير المناضلة.
لكن ما لم يكن في الانتظار ولا في الحسبان أن تكافئ الإدارة رموز النقابة على تفانيها في "النضال" بتعيينات إدارية أقل ما يقال عنها أنها الضربة القاصمة لشيء اسمه الجامعة أو النضال أو المصداقية …
فقد راجت أخبار "ولا دخان بدون نار" أن الإدارة بصدد تعيين كل من زروال لمنصب جنرال (وهو المنصب المماثل لمنصب مدير) والشهبوبي لمنصب سنيور (وهو بمثابة رئيس مصلحة) والبقية تأتي… 
أرجو أن لا يكون الخبر صحيحا، ليس لأنني أحسد من ذكرت أسمائهم فهم مساكين في حالة من الإفلاس لا يحسدون عليها، وهل شيء أكبر من إفلاس في المروئة والمصداقية والأمانة ؟
ما يخيف في الموضوع هو أن يفهم المناضلون الإشارة فيتسابقون إلى وُدِّ الإدارة بقرابين العمال لنيل الرضا والرضوان (أستغفر الله) فيتحولوا من مناضلين إلى متنصلين إلى منبطحين وبعدها قل معي يا مستضعف: سلام على المرسلين.
لماذا تستكثرون على زروال الترقية التي هي من حقه؟ أليس هو عامل ككل العمال؟…؟ أسئلة كهذه ستجد من يُقدمها ليُنَافِحَ عن الجنرال طمعا في منصب كابورال أو على الأقل دوزيام حلوف.
لا أتكلم عن زروال المستخدم، لكن أتكلم عن زروال رئيس تقسيمة الأعمال الاجتماعية، أتكلم عن زروال نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية لعمال الطاقة، أتكلم عن زروال مندوب العمال في اللجنة الرئيسة للمستخدمين، مسؤوليات خطيرة تعطي لصاحبها صلاحيات واسعة على المستوى النقابي والاجتماعي.
رجل بهذه المفاتيح تنعم عليه الإدارة بمنصب مدير في هذه الأيام العصيبة التي يراد فيها للملفات الثقيلة أن تمر من عُنقِ الزجاجة، لاشك أنه قدم خدمات "جليلة" يستحق أن يكافئ عليها بهذا السخاء وبهذه الشجاعة.
تحفيز ينعدم عندما يكون صاحب الحق حامل لشهادات عليا تصل إلى دكتوراه دولة في القانون أو الاقتصاد. كما ينعدم هذا التحفيز الشجاع عندما يتعلق الأمر بأطر حصّلوا على الكفاءة والتجربة المهنية التي بها شيدوا قطاعا حيويا وحققوا طفرة نوعية على مستويات عدة، انتزعت اعتراف المدير العام في الملتقى الأول لأطر المكتب الوطني للكهرباء.
ألم يفتخر المدير العام بأن كهربة القرى المغربية حققت خطوات جبارة حيث شارفت على النهاية وهي التي لم تكن تتعدى 18 في المائة في سنة 1996؟ إنجاز عظيم ولاشك، جعل الحكومة السابقة تبني عليه حملتها الانتخابية للرجوع إلى البرلمان والوزارات المكيفة، أما من وقفوا في الحر والبرد، في الجبال والسهول والأوحال، لتحقيق هذا المشروع على أرض الواقع، من يكافئهم؟ من ينصفهم؟ هؤلاء الذين يستحقون التشجيع لكي لا تمتد أيديهم للمال الحرام.
استبشر المنتظرون بإصدار مذكرة المدير العام حول إحداث مناصب جديدة في إطار مقاربة جديدة يعين فيها المستخدمون الحاصلون على الكفاءة والتجربة المهنية تشهد بها لجنة مخصصة لاستقبال والحسم في الترشيحات، ووضع المدير العام معايير للاختيار تدور حول الكفاءة ومستوى التحكم والإتقان وتحقيق الأهداف المسطرة…
على ضوء هذه المعايير التي اشترطتها مذكرة المدير العام نتساءل عن الانجازات التي رشحت زروال لمنصب جنرال؟..
أهي لغة الخشب التي بدأ يتقنها منذ وقت قريب؟
أهي حصار المناضلين غير المتفقين مع تدبيره الاجتماعي؟
أهي التوقيع مع الطرف الإداري على مكاسب أَهزل من الهُزال؟
أهي تَعليقُ الملف المطلبي لوقت قد لا يأتي؟
أهي تفتيت ممتلكات الكهربائيين لتسديد أخطاء الإدارات والزعامات السالفة؟
أهي إرجاع الممتلكات الاجتماعية والتعاضدية للكهربائيين إلى الحظيرة الإدارية؟
أهي في توجيه السفينة النقابية إلى مرفأ الإدارة بعدما سبقتها المؤسسات الاجتماعية في قوارب النجاة؟
أهي في حرق قارب اسمه "سيم كاس" لاستعماله كوقود لتسير السفينة في الاتجاه المرسوم؟
هذه بعض إنجازات السيد زروال، التي إن رَضيَت عنها الإدارة فلن تُرضي بأي شكل من الأشكال 9000 عامل الذين ينتظرون حقوقهم بعد تحصين مكاسبهم ، تحصينا يعتمد على الشراكة المتكافئة والنضال الصادق لا على الانبطاح والمناورات البائسة كما يحدث هذه الأيام مع منحة الكفاءة، إنها مسرحية باتت معروفة أيها السادة.
قد يكون خبر التعيينات مجرد افتراء، لكن الجميع خاصة المتتبعون للشأن النقابي يشهدون بإنجازات زروال سابقة الذِّكرِ، التي إن أهّلته إداريا لمنصب جنرال ستجعل منصبه النقابي إلى زوال.
لا يصلح لمنصب جنرال من لم تكن له إستراتيجية وبُعد النظر، لهذا لن يَستنكِف زروال في إنكار الخبر، أو يتصنع الرفض تظاهرا بالعزة والزعامة النقابية خاصة وأن مؤتمر النقابة على الأبواب، وهو لمنصب الكاتب العام للنقابة أشد تَطَلّعا.
أخي زروال؛
قد تصنع كل هذا لكنك حتما لن تتمكن من تصحيح الوضع إلا ببرهان، وأكبر برهان أن تستحيي من جبار السموات والأرض، أمّا إذا لم تستحي فاصنع ماشئت.
لا أنافقك عندما أقول لك "أخي"، فإني لم أفعل في هذا المقال سوى تطبيقُ سُنَّةٍ أمر بها رسولنا الكريم "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" ووضح عليه الصلاة والسلام أن نصرة الظالم هي مَنعُه عن ظلمه وغَيِّه.
في يوم من الأيام كُنتَ مظلوما لَمّا طُرِدتَ من العمل ونصرك العمال بالمحمدية والقنيطرة وغامروا بمصيرهم من أجلك فجازيت المناضلين منهم بالإخشان. والآن بعدما تمكنت من كرسي المسؤولية وقَرّرتَ السير في طريق من سبقوك ها أنت اليوم تجازي 9000 عامل ومن ورائهم 9000 أسرة بالسطو على مكاسبهم التاريخية والاستعداد الدائم لتصفية ما تبقى منها: النظام الأساسي، التقاعد، والترقية، الزيادة في الأجور… ألم تقل في أحد الاجتماعات أن أجور العمال ليست بئيسة؟.

قد يُذَكِرُك أحدهم بأن النصيحة في الملأ فضيحة، معه الحق إن كان المنصوح رجلا عاديا، أمّا إذا كان المَنصوح مُتحمّلا لمسؤوليات خطيرة فإن السكوت أمام الملأ فضيحة.
بين الوضوح والانفضاح، كما بين زروال والجنرال، فاختر لآخرتك ما تشاء، والسلام.

هنا مصدر المقالة