الأحد، 16 يناير 2011

بيان الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بشأن التطورات المستجدة في تونس

تتابع الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب باهتمام بالغ نسق الأحداث التي يعيشها القطر التونسي الشقيق، وانتفاضة شعبه البطلة ضد الظلم والقهر والاستبداد، والتي أدت إلى رحيل رمز السلطة ممثلا بالرئيس السابق زين العابدين بن علي خارج البلاد، بعد أن أمعنت أجهزته الأمنية والمخابراتية قتلا وذبحا بالشعب التونسي وقواه الوطنية والنقابية المنتفضة من أجل الحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية. إن الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تعتبر الأحداث التي تمر بها تونس أحداثا تاريخية، لها صبغة الانتفاضة الشعبية. وترى أن ما حققته هذه الانتفاضة الشعبية ما كان له أن يتحقق دون الجهود الكبيرة والتضحيات الجسام التي بذلها الشعب التونسي، وقواه الوطنية والنقابية، وفي طليعتها الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي أثبت جدارة عالية في تنظيم نضالات العمال والنقابيين وعموم الشعب. وهي إذ تتوجه بتحية إكبار وإجلال لشهداء انتفاضة الشعب التونسي، فإنها تدعو الاتحاد العام التونسي للشغل للاستمرار بدوره الفعال في تنظيم نضالات الشعب التونسي، وخاصة الاجتماعية والمطلبية، وتشدد على ضرورة الحذر من استثمار انتفاضته من قبل المتلاعبين بأموال الشعب والمتسببين في الفساد، كما تعرب عن خشيتها من إجهاض ثورته، خارجيا، عبر تدخلات إقليمية ودولية، تلتف على مطالب الشعب وانتفاضته. وتشدد، أيضا، على أن المرحلة الراهنة تقتضي الإسراع بتشكيل ائتلاف وطني يضم أطياف العمل السياسي كافة، وتعتبر أن المصلحة الوطنية تتطلب محاسبة كل من ثبت تورطه في إطلاق الرصاص الحي الذي أدى إلى استشهاد وجرح المئات من أبناء تونس الخضراء، فضلا عن محاسبة كل من ثبت استلاءه على أموال الشعب التونسي. كما أن الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تعبر عن تأييدها الكامل لمطالب الاتحاد العام التونسي للشغل، والمتمثلة بضرورة تشكيل لجنة وطنية لمراجعة الدستور، وإلى ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وإلى التعبير السلمي الحر، والتصدي لكل حالات النهب والتسيب والفلتان الأمني، نظرا لخطورة هذه الظواهر وتأثيراتها المدمرة على المجتمع التونسي. وهي تثمن عاليا الدور الوطني البارز الذي ما فتئ الاتحاد العام التونسي للشغل يضطلع به منذ تأسيسه إلى اليوم والجرأة التي تحلى بها على امتداد مسيرته الوطنية، وعدم تردده في الوقوف إلى جانب الفئات المحرومة، ودفاعه عن تطلعات عموم الشعب التونسي، الأمر الذي كلف قادته وزعمائه ومناضليه العديد من التضحيات لأكثر من محطة ومرحلة. ومن هذا المنطلق فإن الأمانة العامة تؤكد على أن الاتحاد العام التونسي للشغل يظل رقما لا يمكن تجاهله في أي مشروع متكامل يطرح اليوم للإنقاذ وتجاوز المرحلة الماضية بكل تداعياتها. إن الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب إذ تعيش تداعيات هذا الحدث التاريخي وتتابعه عن كثب، فإنها تذكر العالم بما قاله شاعر تونس العربي أبو القاسم الشابي: اذا الشعب يوما اراد الحياه.... فلابد ان يستجيب القدر. ولابد لليل ان ينجلى.... ولابد للقيد ان ينكسر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق