تعيش مدينة ايفني هذه اللحظات مواجهات عنيفة بين قوات القمع وشباب المدينة، بعد الإنزال القمعي الكثيف وغير المسبوق، حيث تم استقدام أعداد غفيرة من عناصر التدخل المتحرك [السيمي] من مدن اخرىـ وبعد حملة مداهمات البيوت، والاعتقالات التي شهدها صباح هذا اليوم منذ الفجر.
هذا وقد كانت شرارة الحالة الكفاحية التي تعيشها المدينة قد انطلقت يوم الجمعة 30 مايو 2008 بتنظيم الشباب المطالب بالعمل اعتصاما على الطريق الى ميناء المدينة. لقي هذا الاعتصام تضامنا شعبيا قويا كان وراء التردد في استعمال القمع، وشيئا فشيئا عادت ايفني عمليا إلى استئناف الكفاح بعد طول انتظار الوعود العرقوبية التي رد بها المسؤولون على احتجاجات العام 2005.[انظر تفاصيلها بموقع جريدة المناضل-ة بانترنت]
كانت المدينة أمس قد شهدت مظاهرات شعبية دامت حتى الفجر، تلتها عملية القمع بضراوة لثني الكادحين والكادحات عن مواصلة المطالبة والاحتجاج. وقد رد شباب ونساء المدينة بمسيرات تندد بالقمع وتجدد المطالبة بالحقوق الاجتماعية، تصدت لها قوات القمع بالرصاص المطاطي وقنابل الغازات المسيلة للدموع.
لقد منح كادحو ايفني للمسؤولين على كافة المستويات فرصة زمنية أكثر من كافية للشروع في حلول لأزمة البطالة والغلاء وتردي الخدمات الاجتماعية التي تعيشها المنطقة، وبدل إجراءات ملموسة يتواصل كذب الوعود ومحاولة الترهيب بالقمع. ليس إذن من سبيل غير النضال، وتطوير التعبئة الشعبية ، شبابا ونساء وعمالا وحرفيين ومعطلين، لتتخذ اكبر الأحجام الممكنة، وتسيير النضالات بديمقراطية عبر التجمعات الشعبية ولجان النضال بالأحياء، وفك الحصار الإعلامي ليتيسر التضامن مع كفاح ايفني من قبل كادحي مدن المغرب وقراه.
ليس لدى الدولة المغربية من أموال تصرفها لخلق فرص عمل للشباب ولا لتحسين الوضع المعيشي للكادحين بوجه نار الغلاء المتعاظمة، فهي تخصص الأموال لإغداق مزيد من الامتيازات على البرجوازيين، هؤلاء الذين يتهرب اغلبهم من أداء الضرائب ويكدسون الأموال بالبنوك بالداخل والخارج.
لقد قال كادحو ايفني، بقيادة شبابها المناضل، لا ثم لا لهذا الوضع، وبذلوا التضحيات وأعطوا المثال لكادحي المغرب، ودلوا على طريق الكفاح الذي سيحقق المطالب، بدل أوهام انتظار رحمة من هم فوق، وأضاليل البرلمانيين والمتاجرين بغضب الكادحين والكادحات.
واجبنا جميعا، في اليسار الجذري، وفي النقابات العمالية، وكل منظمات النضال، ان نهب الى نصرة رفاقنا بايفني بإشاعة الأخبار عن كفاحهم، لا سيما مع التضليل الاعلامي الذي يستهدفهم، وإعلان التضامن معهم، وبناء تعبئات شعبية حقيقية، مثل التي في ايفني وبوعرفة، تعطينا وقفات 20 يونيو المقبل ضد غلاء المعيشة فرصة تجسيدها.
مهما اشتد القمع، لن ينال من عزيمة كادحي وكادحات ايفني، فالقامعون يدخلون بما يقومون به هذه اللحظة في تحد فاشل لإرادة آلاف الكادحين المقهورين بالبطالة وشظف العيش، ولن يقبل هؤلاء ان يتم إسكاتهم بالعصا، وقد سبق لأهالي ايفني ان قدموا المثال عن كفاحيتهم العظيمة في النضال ضد الاستعمار بالأمس، كما في النضال ضد الاستغلال والتهميش اليوم.
ستتطور المقاومة الشعبية في ايفني حتى بعد هدوء عابر قد يفرضه القمع، وسيعيد الكادحون، رجالا ونساء، تنظيم صفوفهم بقيادة شباب المدينة المكافح. فلنضطلع جميع بواجب النصرة والتضامن والنضال من أجل:
السراح الفوري لمعتقلي كفاح ايفني
الارجاع الفوري للحواسيب وكافة المحجوزات
السحب الفوري لقوات القمع من المدينة
التلبية الكاملة للمطالب الاجتماعي لكادحي ايفني وايت باعمران
جريدة المناضل-ة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق