حسن أحراث
لا أخفي أني وجدت الكثير من الإحراج في تناول الوضع النقابي الحالي في أجواء وفاة المحجوب بن الصديق. ذلك أن التردي على المستوى النقابي كان قائما حتى قبل وفاة الرجل، وأن التصدي لهذا التردي كان واجبا أيضا، وواجبا ملحا، قبل وفاته. وما دفعني لتسجيل الملاحظات التالية الآن هو مقال الرفيق عبد الحميد أمين الذي أحترمه وأحترم رصيده النضالي في المجال النقابي.
- الملاحظة رقم 1: إن وفاة المحجوب بن الصديق لن تغير من واقع الحال أشياء كثيرة. لأنه مات رمزيا منذ مدة طويلة، وقيادة الاتحاد، القديمة/الجديدة، كانت محددة سلفا وبتزكية من النظام القائم.
- الملاحظة رقم 2: من أين كان المحجوب بن الصديق يستمد قوته وجبروته بعد انكشاف زيف "مشروعيته" التاريخية والنضالية؟ أ ليس من النظام القائم ومن أذناب النظام القائم؟
- الملاحظة رقم 3: طبعا، لن يكون للاتحاد زعيم من طينة المحجوب بعد 17 شتنبر. لكن، المشكل ليس فقط في الزعيم أو في حاشية الزعيم. إن المشكل في اليسار العاجز حتى الآن عن أن يكون يسارا، وعن رد الاعتبار للرصيد النضالي الذي صنعه أبناء شعبنا الأبطال، وعن إطلاق مبادرات نضالية قوية من شأنها زعزعة البرك الآسنة وفضح الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي المغشوش…
- الملاحظة رقم 4: إن النظام المغربي يتابع/يراقب الوضع الحالي داخل الاتحاد عن كثب، ولن يسمح بأي تغيير قد لا يخدم مصالحه ومصالح حلفائه.
- الملاحظة رقم 5: إن استمرار رموز الفساد النقابي في قيادة الاتحاد سيعدم كل فرص اعتماد الديمقراطية الداخلية. والطريق الى هذه الأخيرة لن يكون غير تنحية تلك الرموز المدعومة من طرف النظام وعدم انتظار التحاقها بزعيمها (أي وفاتها).
- الملاحظة رقم 6: وماذا عن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل؟ هل سننتظر حتى وفاة زعيمها محمد نوبير الأموي؟
- الملاحظة رقم 7: إن شروط الوحدة بين المركزيتين غير متوفرة الآن. لأن قيادتيهما غير معنيتين بموضوع وحدة الحركة النقابية، ولأن الأطراف التي يهمها الأمر داخل هاتين المركزيتين غير مؤهلة الآن لفرض هذا الطموح. والخطير أن بعض هذه الأطراف يزكي/يكرس الوضع الراهن ويعمق التشتت النقابي.
- الملاحظة رقم 8: إن غياب رؤية سياسية واضحة لدى المناضلين، وخاصة النقابيين منهم سيجعلهم بنزينا في محركات رموز الفساد النقابي سواء داخل الاتحاد أو الكنفدرالية أو في غيرهما.
- الملاحظة رقم 9: إن الخطوة المطلوبة الآن، وحتى قبل الآن، هي التصدي لورثة المحجوب بن الصديق ونزع أي مصداقية عليهم. وأي تصالح معهم أو تعاون سيمنحهم فرصة تثبيت أقدامهم على حساب معاناة العمال والمضطهدين عموما. ولن يكون أي رهان على "تأهيلهم" إلا وهما سيكون ثمنه باهظا مستقبلا. إنه موعد آخر مع التاريخ لا يجب أن يفوت المناضلين واليسار المغربي الجدري.
- الملاحظة رقم 10: إن مدخل تصحيح الاختلالات على المستوى النقابي، كما على مستويات أخرى، مدخل سياسي في آخر المطاف. ومن بين أسس هذا المدخل بناء الأداة الثورية.
هنا مصدر المقالة